اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث

أهلا وسهلا بكم في منتديات اللجنة التنفيذذية لمعلمي وكالة الغوث الدولية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد حسان
5
5
avatar


ذكر عدد الرسائل : 288
العمر : 75
الموقع : خدمة لقضايا الأمة
نقاط : 872
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/09/2010

الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ   الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ Emptyالخميس يونيو 23, 2011 9:07 pm

الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ Image512

في غرفة كل ما فيها يحاكي تراث فلسطين وينطق باسمها ويشعرك بأن العودة إلى ترابها الطهور وأرضها المخضبة بدماء شهدائها باتت قاب قوسين أو أدنى، بدأ الحاج أبو فاروق درويش في فرد أوراقه، وقبل أن تغطي هذه الأوراق طاولة خشبية اكتظت بها، خاطبنا قائلاً: «هذا مخطط قرية الشجرة وتلك صورتها وذاك خاتم مختارها».
كان ذلك في مخيم العائدين بمدينة حمص حيث التقينا الحاج الثمانيني أبو فاروق درويش، فكان

لقاء مطول لم ندرك في نهايته أننا تجاوزنا منتصف تلك الليلة، وأن أمامنا سفراً للعودة إلى دمشق. فقد أفرغ الحاج درويش جعبة ذكرياته ولسان حاله يقول: «هي أمانة أحملكم إياها لتنقلوها للأجيال».

في هذه الزاوية ننشر مقتطفات من ذلك اللقاء الذي بدأه الحاج أبو فاروق درويش بالحديث عن موقع قريته فقال:
تقع قرية الشجرة إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا، وتبعد عنها 14 كم تقريباً، وتبلغ مساحة أراضيها حوالى 3800 دونم، وتضم فوقها 124 منزلاً، أما عدد سكانها فبلغ عام 1931 قرابة 584 نسمة، وفي عام 1944 بلغ 770 نسمة، ووصل إلى 893 نسمة في عام 1948. تحيط بالشجرة عدة قرى هي: «لوبية، كفركنا، طرعان، كفركما، كفر سبت، حطين، نمرين، عين ماهل، عرب صبيح» إضافة إلى مستعمرة السجرة اليهودية (بالسين).
ويشير الحاج أبو فاروق إلى أنه لا معلومة ثابتة عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فهناك من يقول بأن السبب هو كثافة أشجارها، وهناك من يقول بأن فيها شجرة عملاقة قطرها يبلغ حوالى مترين إلا أن الرأي الأول هو الأرجح.
الحمايل والعائلات في القرية
تقسم القرية إلى قسمين: قديم وجديد، القديم أرضه سوداء والجديد أرضه حمراء، ولذلك فإن القرية تضم حارتين: شرقية قديمة وغربية جديدة، وتتوزع العائلات والحمايل على هاتين الحارتين، وأبرز هذه الحمايل:
1- السلايمة وتمثل معظم سكان القرية وتقسم إلى ثلاث عائلات:
أ- آل الفوارس (فارس)، ومن وجهائهم: عيسى القاسم ويوسف الدرويش.
ب- آل بكارنة (بكر)، ومن وجهائهم: الشيخ علي الأحمد وسليمان حسن عبد الرحمن.
ج- آل ذيابات (ذياب)، ومن وجهائهم: إبراهيم محمد الذيابات.
2- مطر، ومن وجهائهم محمد الصالح.
3- الحياتلة، ومن وجهائهم سليم حسين العلي.
وهناك عائلات أخرى: الخطبا، بدران، العيلوطي، التيم، العزيري والسراحين والشحادات.
وللقرية مختار واحد هو والدي يوسف الدرويش، وفي عام 1945 عينت الحكومة مختاراً آخر بالإضافة إلى والدي، بسبب مشكلة حدثت بيننا وبين عائلة أخرى، فمنعاً للحرج عُيِّين مختار منهم.
مدارس ومساجد وآثار
توجد الآثار في القرية بكثرة، ولا سيما في البلد القديمة، وهي عبارة عن أعمدة ومغر، أشهرها مغارة الأربعين، وسميت بذلك لأن فيها أربعين شهيداً، فيما يشير ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان» إلى أن عددهم ثمانون شهيداً، ويقال إن فيها مغارة دحية الكلبي، سفير رسول رسول الله إلى ملك الروم. وكانت الشجرة تحتل موقعاً أثرياً ضمّ أثاراً, منها أسس كنيسة وحجارة عليها نقوش وقبور منحوتة في الصخر. وكان في جوار القرية خربتان إحداهما في الشمال الشرقي والأخرى في الجنوب الغربي تضمّان بعض الأطلال والصهاريج والمدافن.
يضيف الحاج أبو فاروق أن في القرية مدرسة واحدة ابتدائية من الصف الأول إلى الرابع تقع شرق البلدة، وكانت تعلّم الذكور، فيما تعلمت فيها الإناث في الفترة الأخيرة قبل النكبة وهي تحوي ثلاث غرف، وتتبع للمعارف. وللحاج أبو فاروق رأي في مناهجها، إذ يرى أنها كانت موجهة باتجاه غير وطني: «فما كنا نتعلمه كان يصبّ في خانة الدعاية للاستعمار والتعريف بالشخصيات الغربية وتمجيدها، والبعد كل البعد عن تقديم معلومات عن الصحابة مثلاً، أو حتى معلومات عن الوطن العربي، فهناك تركيز على تاريخ أوروبا».
وقبل المدرسة كان هناك ما يسمى «الكُتّاب» في المسجد الوحيد في القرية، الذي يتسع لـ500 مصلٍّ، وكان خطيبه ومؤذنه الحاج محمد درويش، وكان المسجد من دون مئذنة.
معارك قرية الشجرة
وقعت في الشجرة ثلاث معارك، وتوزعت حسب قوله على الشكل الآتي:
- المعركة الأولى: «احتلال الشجرة»، فبعد مناوشات واشتباكات بين أهالي قريتنا واليهود استمرت ستة أشهر تقريباً، وصلتنا أخبار المجازر والفظائع التي ارتكبها اليهود في دير ياسين، من قتل وذبح للأطفال والشيوخ والشباب واغتصاب النساء وتعريتهم..، فقرر أهالي قريتنا إخلاءها من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يبقَ فيها سوى من يستطيع الدفاع عن القرية، وبعض كبار السن من النساء ليطهوا الطعام للمقاومين.. في المعركة كان أبناء القرية يملكون عدداً من البندقيات يتراوح عددها بين 50-100 بندقية، فيما كانت قوة العدو كبيرة جداً وصلت إلى 1500 جندي يهودي، ولما بدأ الهجوم استمات شبابنا في الدفاع عن قريتنا، لكنهم خسروا المعركة بسبب نفاد الذخيرة لديهم وكثرة عدد العدو، فانسحب القليل منهم فيما استشهد معظم الشباب في المعركة التي انتهت في السادس من شهر مايو (أيار) باستيلاء العصابات اليهودية على القرية.
- المعركة الثانية: «تحرير الشجرة»، لما وصل جيش الإنقاذ قال قادته إنهم ينوون استعادة الشجرة وتحريرها من اليهود، وانضم عدد كبير من شباب القرية والقرى المجاورة إلى صفوف جيش الإنقاذ لتحرير الشجرة، وبدأت المعركة صباح 8/7/1948 واستمرت خمسة أيام بلياليها، واستخدم اليهود الطائرات الحربية وكان ذلك أول ظهور لها، إلا أن شبابنا كانوا لهم بالمرصاد، وكذلك قوات جيش الإنقاذ، لتنتهي المعركة في 13/7، حيث حُرِّرت القرية من القوات العسكرية اليهودية، واستشهد نتيجة المعركة 300 شاب عربي وفلسطيني.
- المعركة الثالثة: «سقوط الشجرة»، لم نكد نفرح بتحرير الشجرة حتى باغتت قوات الهاغاناه قريتنا بهجوم مضاد ليلة 14/7، قصفت خلاله القرية بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية، فيما انسحب جيش الإنقاذ من القرية لتسقط نهائياً بيد القوات العسكرية اليهودية الغازية في 15/7/1948.
أشهر شهداء معركة تحرير الشجرة
يقول الحاج أبو فاروق درويش إن من بين شهداء معركة تحرير قرية الشجرة كان الشهيد الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود «أبو الطيب»، الذي ولد في قرية عنبتا قضاء طولكرم عام 1913، وعمل مدرساً للغة العربية، ثم شارك في ثورة عام 1936.. وبعد قرار تقسيم فلسطين توجّه إلى بيروت في كانون الثاني (يناير) عام 1948 فانضم إلى جيش الإنقاذ وتلقى تدريبات عسكرية هناك، ثم عاد إلى فلسطين واشترك في عدد من المعارك منها معركة بيار عدس مع سرية فوج حطين، معركة رأس العين،.. وأخيراً معركة الشجرة حيث استشهد يوم 13/7/1948 عن عمر قارب 35 عاماً. خلف أبو الطيب عدداً من القصائد جمعتها لجنة من الأدباء بعد وفاته وصدر ديوانه في عمّان بالأردن عام 1958م. من أبرز قصائده «الشهيد»، ومن أبياتها:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسـر الصديـق وإما ممات يغيـــظ العدى

ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايــا ونيل المنى

لعمرك هذا ممات الرجال ومن رام موتـاً شريفـاً فذا

قصة الكواشين
عندما سألنا الحاج عن كواشين البيت أجابنا بحسرة وغصة، قال: للكواشين قصة، وستبقى حسرة في قلبي، فعندما سقطت الشجرة سكنّا في الناصرة وعندما سقطت الناصرة قرر والدي أن يبقى فيها، لكن الصهاينة كانوا قد غضبوا على القرى التي قاومتهم فكانوا يطالبون أهالي كل بلدة يدخلونها بضرورة تسليم كل غريب يدخلها، وتحديداً كانوا يسمون قرى الشجرة ولوبية وعرب الصبيح، نظراً للمقاومة الشرسة التي أبداها أهالي هذه القرى الثلاث، فبعد أن مكثنا خمسة أيام في الناصرة قرر والدي الرحيل متنكراً باسم حسن أبو ليل وذلك بعد السؤال عنه شخصياً، ما اضطره إلى أن يخرج بدون أي وثيقة تثبت شخصيته. ويتابع الحاج أبو فاروق قائلاً: «لكنني استطعت أن أحصل في ما بعد على إخراج قيد للأرض يثبت ملكيتنا، ولكن بنسبة وليس ملكاً خاصاً، فالأرض هي العرض وتستحق أن يبذل من أجلها كل غال ورخيص». وختم الحاج أبو فاروق حديثه بلاءات ثلاث فقال: «لا توطين ولا تهجير ولا تعويض وعودتنا هي الأساس، وستبقى قرية الشجرة مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ، مهما طال الزمن وزاد الغياب».♦

المصدر: مجلة العودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحاج أبو فاروق درويش: ستبقى «الشجرة» مغروسة في ذاكرتنا وجذورها ضاربة في عمق التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث :: اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث الدولية :: الأخبار والمستجدات-
انتقل الى: