اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث

أهلا وسهلا بكم في منتديات اللجنة التنفيذذية لمعلمي وكالة الغوث الدولية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  (مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد حسان
5
5
avatar


ذكر عدد الرسائل : 288
العمر : 75
الموقع : خدمة لقضايا الأمة
نقاط : 872
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/09/2010

 (مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم     Empty
مُساهمةموضوع: (مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم     (مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم     Emptyالخميس يونيو 30, 2011 1:59 am

 (مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم     Imgid2785



مع بدء مشهد الميلاد للأمة الغائبة عن خريطة الفعل الحضاري، كانت تولد بالتزامن كلمة مندسين، لتجهض عملية الوضع، وتعيد الجنين إلى رحم الغيب والنسيان.

المندسون.. الكلمة السحرية، والسلاح الفعال بأيدي المرعوبين من ميلاد الفجر الجديد لأمة الإنسانية والكرامة والتوحيد.

الجاثمون اليوم على سدة الحكم في كل أرجاء الوطن المنكوب، مارسوا على شعوبهم سياسة الوأد، تماما كما فعل أدعياء الأبوة في الجاهلية الأولى إذا بشروا بالأنثى، فكان حال أحدهم: (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) (النحل : 59 )

هكذا كان ميلاد الأنثى اختبارا حقيقيا لصدق الأبوة، كما كان ميلاد كرامة شعوب الأمة اليوم اختبارا حقيقيا لصدق من ادعوا الوصاية على حاضر الأمة ومستقبل شعوبها، كل تلك السنين العجاف، لكن -وللأسف - فقد أخفق جميع من اُختُبروا بهذا الاختبار حتى الآن باقتدار.

هكذا كان الميلاد علامة فاضحة أظهرت حجم الجريمة التي مارستها العصابات الحاكمة المحتكرة للوصاية، حيث ظل وجه الزنيم منهم مسودا وهو كظيم من سوء ما يرى والدنيا تموج من حوله، فلا يملك إلا لغة الدَّس في التراب لنبض الحياة في الشعوب الثائرة.

بكل خبث ووضاعة أرادوا التلبيس على الناس، وتشكيكهم في مسعاهم، وهم في دعواهم هذه يعترفون ضمنا أن ما جرى من حولهم مشروع وصحيح، فالشعوب محقة في سعيها، لكن هذا السعي يشكل بيئة خصبة لاندساس عناصر معادية لمسعى الشعوب، والحل أن ننسى المسعى والساعون له سدا لذريعة وجود المندسين.

نسيت العمائم الغبية اللعبة، فراحت تفتي، وتؤمّن على دعاء الأنظمة، وتعطل الحقوق اليقينية للشعوب الموءودة، بالأوهام الظنيّة للطغمة الفاسقة، فنادت بسد الذريعة ووقف التيار، وقامت ببلاهة لتبول على النار قبل نضوج المشروع النهضوي الذي حلمت به الأمة طويلا.

ألم يكن الأولى -لو صدقت الأطراف (الصولجانات والعمائم) أن يحتاطوا للأمر، فيمارس النظام واجبه في حماية جماهيره بتعقب العناصر المندسة، ويحذر العلماء الجماهير الناهضة من الانزلاق والاستدراج، فيلتقي وعي الشعب بمهنية المؤسسة الحاكمة وينغلق باب الاختراق.

ترى لماذا لم يظهر المندسون في صفوف الجماهير المؤيدة للنظم في مسيراتها الحاشدة؟؟!!! بينما كانوا كأسراب القطا بين المطالبين بالإصلاح، يقتلون المتظاهرين وعناصر الأمن على السواء ولا أحد من الطرفين يهتدي إليهم أويمنعهم أو يأخذ على أيديهم؟؟!!!!

الأمر لكله كذبة، فعملية الدس عملية ممنهجة تمت بتخطيط وإشراف الأجهزة الأمنية، لإجهاض أي حراك مطلبي، ولإعطاء الذريعة للنظم المتعفنة، كي تكبح جماح الشعوب الناهضة، فاستوي عندها قتل المواطن، والجندي الشرطي لتحرِّش بين الجميع، وربما قتلت غدا دفعا للشبهة للتواطؤ جموعا من مؤيدها الذين تحشدهم بالأمر الوظيفي في سبيل إقناع الجميع أنه لا جدوى من التحرك الشعبي، ما دام يفتح الباب للفوضى وإراقة الدماء، وذهاب الأمن، فلنرض بالمقسوم ونقبل من مولانا الكريم ما تجود به نفسه من رماد العيون؟؟!!!!

المندس الحقيقي في معادلة نهضة الأمة هي النظم الحاكمة، ومرتزقتها، والعمائم العاجزة إن أحسنا الظن بها ولا أحسنه.

المندسون هم الذين يدّعون أنهم من الشعوب ومعها، وأنهم يُحِسّون وجعها، ويُدركون احتياجاتها، ويسعون جُهدهم لتحقيق أحلامها، وهم في هذا كاذبون كذبَ ذلك النِّجس المندس في صفوف الأطهار ليُحسب منهم، والله يأبى عليه ذلك: (قد أَفْلَحَ من زَكَّاها، وقد خابَ من دَسَّاها).

المندسون هم الذين يلعبون على الحبال، ويمسكون العصا من المنتصف، أو الذين ينتظرون انجلاء الصورة يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى، كالشياه العائرة بين قطيعين لا هم إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء. تتجاذبهم نوازع الأنانية لا جواذب القيم الأخلاقية، فهم الدّسّاس من الحيات وأَخبثها يَنْدَسُّ في التراب فلا يُدرى أَيُّ طرفيه رأْسه.

هناك حلف خبيث قائم بين ساقط الزعماء، وخائب العلماء، تافه الحكماء والأدباء مفاده:
علموا الشعوب الحرة (الأسود) طباع الحملان والظباء وامسحوا وعيها ولبّسوا الحق عليها، كي تسعد بعيش الرقيق، وقام الشاعر محمد إقبال يلخص نذالتهم ويقول:
ليس يخلو زمان شعب ذليل ***** من عليم وشاعر حكيم
فرقتهم مذاهب القول لكن *****جميع الرأي مقصدٌ في الصميم :
علموا الليث جفلة الظبي وامحوا **** قصص الأسد من الحديث القديم
همهم غبطة الرقيق برق ***** كل تأويلهم خداع عليم

عبدالرحمن الدويري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(مندسون) .. خبث الأنظمة وعجز العمائم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث :: اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث الدولية :: الأخبار والمستجدات-
انتقل الى: