لم يكن في تصور العالم الإمبريالي الغربي أن ثورة تكنولوجيا المعلومات التي أبدعوها ستكون بمثابة قاصمة الظهر للأنظمة التي أنشؤها وتعاهدوها.
ثورة الفيس بوك والتويتر والمدونات آخذة في الاتساع وتبحث عن هدف آخر في مكان ما بعد ثورة مصر ومن قبلها تونس.
الكل مستهدف لايوجد أحد بمنأى عن ما يحدث في العالم الافتراضي عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
مجموعة جديدة من الشباب أنشأت حساب على الفيس بوك أطلقت عليه اسم "فلسطين تريد اسقاط عباس" عدد المنتسبين لها من قبل الشباب الثائر في ازدياد مطرد ووصل العدد في غضون أيام قليلة إلى ما يربوا عن الألف منتسب من مختلف التوجهات والأفكار ومن العلماء والشخصيات الإعلامية وغيرهم من الشبان الذين يتوقون إلى واقع جديد لامكان فيه للذل والانكسار، بحسب مشاركات أعضاء المجموعة على الفيس بوك.
مشاركات عديدة نشرها منتسبوا المجموعة على موقع التواصل الاجتماعي تدعوا إلى إسقاط عباس قالوا فيها "من أجل فلسطين حرّة، من أجل أجيالنا، من أجل كرامتنا وعزتنا، من أجل وحدتنا وتضامننا وتماسكنا، فليضع كل منا يده في يد الآخر، ففلسطين لا يجوز اختزالها في شخص أو حزب أو حركة، فهي ليست ملكا لأحد بعينه، لذلك فإنه يتوجب علينا إيصال صوتنا إلى جميع المحافل الدولية والإقليمية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المفسدين والمفرطين، وملاحقتهم في كل بقاع الأرض"، لافتين إلى حقهم الشرعي في إسقاط عباس.
وردد الشبان هتافات عبر الفيس بوك تطالب بإسقاط عباس مثل: "الثورة بتلف وبتدور وياعباس جاييك الدور"، "ياعباس وينك وينك الثورة بيني وبينك"، وأنشاؤوا يقولون "فلسطين داري وعباس حرامي"، كثيرة هي الهتافات التي رددها الشبان على صفحة "فلسطين تريد إسقاط عباس".
الشباب عبر صفحة المجموعة على "الفيس بوك" أكدوا أن فلسطين ليست للبيع وأن حق العودة والقدس ليس للمساوة، وأن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هي للفلسطينيين ولاتقبل التفاوض.
ويقول الشباب من خلال رسائل "الفيس البوك" إن عباس سيكون التالي بعد تونس ومصر وأن تهكمه لن يجدي نفعا كون النظام المصري المخلوع نفى بشدة أن يكون التالي عقب سقوط الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
وكان عباس قال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في مدينة رام الله بالضفة الغربية ممازحا الحضور "الله أعلم من سيكون بعد مصر وتونس، ويمكن أن نكون نحن".
الوثائق التي كشفتها قناة الجزيرة "كشف المستور" وما تلاها من استقالة كبير المفاوضين الفلسطينيين في السلطة صائب عريقات من منصبه، والتنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية للإسرائيليين شكلت دافعا كبيرا للشباب لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تدعوا إلى "إسقاط عباس"، بحسب الرسائل التي يتداولونها على الموقع.
الدعوات المطالبة بإسقاط الأنظمة تتوالى بشكل كبير من يوم لآخر ولاتكاد تجد بلدا إلا وله صفحة على "الفيس بوك" تطالب بإسقاط ذلك النظام، بدورها سارعت الأنظمة لإجراء حزم من الإصلاحات السياسية والاقتصادية من شأنها أن تخفف من الاحتقان، بيد أن نتائج الحزم الإصلاحية على صعيد تخفيف الاحتقان لايمكن لأحد أن يتكهن بنجاحها.
الأربعاء فبراير 16, 2011 11:13 pm