الصادق 4
عدد الرسائل : 98 نقاط : 11 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/11/2008
| موضوع: إذا كان الكلام من فضة الأحد يناير 25, 2009 5:15 am | |
|
| ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من...عرب " إبراهيم العسعس
20ـ1ـ2009
السكوت من عرب ! فمن هم ؟!
العـرب عـربان؛ " العـرب النظـام "، " والعـرب الشعـوب "، فـإذا جئت لتكتب عن سكوت " عرب النظام " فأنت عندها لا تكتب تحليلاً سياسياً، ولا تتحدث عن خلفيات الحدث وتداعياته.
أنت عندها تصف واقعاً مكشوفاً، وتكتب في موضوع ممجوج مهترئ، تماماً كمن يكتب في وصف الشمس مثلاً وهي في منتصف السماء ! ثم يقول: أنا أكتب تحليلاً سياسياً ! فيقال له : بل أنت تكتب قصيدة ، تكتب في علم الفلك ، تكتب عن حرارة الشمس ! لكنك أبداً لا تكتب سياسة.
أما إن كتبتَ عن سكوت" العرب الشعوب " فأنت عندها تكتب عن تداعيات الحدث وخلفياته، أنت عندها تكتب تحليلاً سياسياً. إن الناس لا يجهدون أنفسهم في قراءة ما تكتب لتقول لهم: الأرض أرضٌ ، والسماءُ سماءُ ..... والنارُ قالوا إنَّها حمراء !!
إنَّهم يتوقعون منك أن تكتب لهم عمَّا لا يخطر على بالهم، أو عمَّا لا يستطيعون تجميع خيوطه. وقد تكون مخطئاً ؟ قد .. ولم لا ؟! ومن قال بأنَّ التحليل السياسي قطعيٌّ ؟ إنَّه غلبة ظنٍّ في أحسن أحواله ، لكنك يجب أن تكتب لتحرك الماء الراكد الآسن ، وليعتاد الناس على استعمال الذي في رؤوسهم ، ولا يجوز أبداً أن يعيد الكاتب (الرائد) ما يقوله الشارع ، نفاقاً لرغبات الجمهور ، أو خوفاً من مخالفتهم .
والآن...تسألني: كيف السكوتُ من عرب ؟! وتعني عربَ الشعوب ؟!!! ألم ترَ المظاهرات ؟ ألم تسمع الهتافات ؟ ألم تر الدموع ؟ فأجيبك: بل رأيتُ، وسمعتُ، وشكرتُ وقلتُ كما قال غيري: لقد رجعت القضية إسلامية، بل لقد صارت عالمية. وإنَّ الشعوب الإسلامية تحتاج لفرصة لتـثـبت تعاطفها مع قضايا الأمَّة. وإنَّ الأمَّة لو ( سُـمِحَ ) لها لكسرت الحدود، وأكلت اليهود. فقط لو سُـمِح لها ! " ثم رجعتُ لنفسي فاتهمتُ حصاتي " !
فقلت : ومن سيسمح لها ؟ وهل تتوقع أن يسمح لها أحدٌ ؟! ألا إنَّ من أسخف السخف ، وأجهل الجهل أن يخطر مثل هذا على البال ، فضلاً عن أن يقال على ألسنة بعض من يشار إليهم بالبنان ! إن الجماهير التي هدمت أسوار الباستيل لم تنتظر رخصة من أحد ، ولقد قالها قائل مرة : إن الحقوق تؤخذ ولا تمنح .
...لكنَّ مربط الفرس ليس هنا، فلكل مقامٍ مقال، ومقالنا اليوم عن تحديد مفهوم السكوت.
إنَّ كلَّ تقصير عن المرتبة المطلوبة سكوت ، ولو ملأ الصراخ نواحي الفضاء ! السكوت المذموم هو انحطاط عن أداء الواجب. ولا يكون السكوت في صمت اللسان، بل يكون في صمت الأفعال. العبرة بالتأثير والمتابعة، وعندما يكون الكلام مؤثراً يكون ممنوعاً، فإن كان الكلام لا يضرُّ سُـمِح له بلا حدود.
ولذلك فإن فهمي للمظاهرات التي عمَّت العالم الإسلامي، مع اعترافي بقوتها، وأبعادها، ودلالاتها الإيجابية ـ حتى لا يقال : إنني سوداوي النظرة كما قيل تعليقاً على مقال سابق ـ إلا أنني لا أسمح لنفسي بالمبالغة بالسرور بها ، ذلك أنَّ تأثيرها كما رأينا محدود ، لا يتجاوز الحدود التي رتبت لها الأنظمة ومن خلفها .
لقد كان معروفاً عند أصحاب القرار بأن الهجمة ستكون أقسى وأبشع من أن يمنع أحد من التظاهر ، والتظاهر في مثل هذه الحالة أهون من انفجارات أخرى . وإذا كان قد استدعيت الفعاليات الوطنية في أحد البلدان منذ بدأ القصف وقيل لها : مسموح لكم التظاهر بلا حدود ! أفلا يصح لنا الاستنتاج بأنه قد تمَّت دعوة الفعاليات في بلاد أخرى وسمح لها بالتظاهر غير المحدود ؟! لماذا ؟ الرجاء الابتعاد عند الإجابة عن مجموعة : حسن الظن ، والتوبة ، وإمكانية التغيير ، والصحوة المفاجئة !
الذي يغيب عن كثيرٍ منا أنَّ الغرب قد درسنا حتى اكتشفنا تماماً ، واستفاد من صفة أساسية في " تحركات أمتنا وهي الانفعالية وانعدام التنظيم الذي يتابع المقاومة .. لذلك كان اجتهادهم دائماً هو صرف الجماهير المنفعلة وتبريد القضية... " . وفي المقابل يغيب عنا أننا لا زلنا لم نفهم العقل الغربي ، والعقل الذي يقود في الكيان الصهيوني غربي الطبع ، فالغربي لا يهمه كثيراً الصياح ، ولا حرق الأعلام ، ولا الشتائم ما دام يفعل ما يريد ، وما دامت الحركة لا تتجسد في فعل يؤثر على عمله وأهدافه . وهذا ما حصل لقد تمَّ تبريد القضية بالمظاهرات ، وتحويل القضية إلى قضية تبرعات ، وإعادة إعمار ! في حين أن القصف بقي مستمراً دون أن يتأثر القاصفون ، ودون تدخل حقيقي من الرأي العام العالمي ! ... عندما دخل الإنجليز العراق في عشرينيات القرن الماضي، أحب المندوب السامي البريطاني أن يقوم بجولة في بغداد، ثم وهو يمشي مع حاشيته إذا به يسمع رجلاً يقف على مئذنة مسجد ويصيح، فظن أنها ثورة أو شيئاً من هذا القبيل، فقيل له: إنه يدعو إلى الصلاة وحسب ، فقال : ليدع إذن كما يشاء !
http://www.altaghyeer.com/ |
|
| |
|
حسام غطاشة 8
عدد الرسائل : 60 العمر : 33 نقاط : 1 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 07/10/2008
| موضوع: رد: إذا كان الكلام من فضة الأحد يناير 25, 2009 2:45 pm | |
| | |
|