شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.. |
يا أيها المتنطعونْ.. |
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب.. |
في وسط القطيع وتأمنونْ؟ |
وطن بعرْض الكون يُعرض في المزاد.. |
وطعمة الجرذان.. |
في الوطن الجريح يتاجرون.. |
أحياؤنا الموتى على الشاشات.. |
في صخب النهاية يسكرون.. |
من أجهض الوطن العريق.. |
وكبل الأحلام في كل العيون.. |
يا أيها المتشرذمون.. |
سنخلص الموتى من الأحياء.. |
من سفه الزمان العابث المجنون.. |
والله إنا قادمون.. |
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا |
بل أحياء عند ربهم يرزقون" |
**** |
شهداؤنا في كل شبر.. |
في البلاد يزمجرونْ.. |
جاءوا صفوفًا يسألونْ.. |
يا أيها الأحياء ماذا تفعلونْ.. |
في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبونْ.. |
تتنازلون على جناح الليل.. |
كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ.. |
وأمام أمريكا.. |
تُقام صلاتكم فتسبحونْ.. |
وتطوف أعينكم على الدولارِ.. |
فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ.. |
صور على الشاشاتِ.. |
جرذان تصافح بعضها.. |
والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ.. |
في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ.. |
ورؤوسكم تحت النعالِ.. وتركعونْ.. |
في صورتين.. |
تُسلَّم القدس العريقة للذئاب.. |
ويسكر المتآمرون.. |
**** |
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.. |
بيروت تسبح في الدماء وفوقها |
الطاغوت يهدر في جنونْ.. |
بيروت تسألكم أليس لعرضها |
حق عليكم؟ أين فر الرافضونْ؟ |
وأين غاب البائعونْ؟ |
وأين راح.. الهاربونْ؟ |
الصامتون.. الغافلون.. الكاذبونْ.. |
صمتوا جميعًا.. |
والرصاص الآن يخترق العيونْ.. |
وإذا سألت سمعتَهم يتصايحونْ.. |
هذا الزمان زمانهم.. |
في كل شيء في الورى يتحكمونْ.. |
**** |
لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم |
في كل شيء خاسرونْ.. |
لن يترك الطوفان شيئًا كلكمْ |
في اليم يومًا غارقون.. |
تجرون خلف الموتِ |
والنخَّاس يجري خلفكم.. |
وغدًا بأسواق النخاسة تُعرضونْ.. |
لن يرحم التاريخ يومًا.. |
من يفرِّط أو يخونْ.. |
كهاننا يترنحونْ.. |
فوق الكراسي هائمونْ.. |
في نشوة السلطان والطغيانِ.. |
راحوا يسكرونْ.. |
وشعوبنا ارتاحت ونامتْ.. |
في غيابات السجونْ.. |
نام الجميع وكلهم يتثاءبونْ.. |
فمتى يفيق النائمونْ؟ |
متى يفيق النائمون؟. |