طرابلس ..
قالت مصادر ليبية إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لن يهرب من البلاد فى حال تطور الأوضاع، وإنه مصر على الموت على أرض ليبيا.
وقالت المصادر، فى اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن مدينة البيضا "شرق " تشهد أعمال شغب وعنف واسعة النطاق تقودها ميليشيات مسلحة بدأت باقتحام السجون وإخراج نزلائها وانتهت بمحاصرة كتيبة من الجيش تابعة للنجل الأصغر للزعيم الليبي، فيما أكدت أن المظاهرات فى مدينة بني غازي التي تطالب بإسقاط النظام سلميا تتم بحراسة الجيش والشرطة.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات تسيطر على مدينة البيضا وتقتل كل من يقف أمامها حتى لو كان من معارضي النظام، مضيفة أن الميليشيات اقتحمت السجون وأخرجت نزلائها ومارست أعمال عنف بحق السكان وكذلك أعمال سلب ونهب، مؤكدة أن تلك الأعمال بدأت عقب مقتل اثنين من أفراد الميليشيات حاولوا اقتحام مبنى الأمن الداخلي وحرقه.
مئات القتلى والجرحى في بنغازي والاتهامات للأمن
إلى ذلك قالت مصادر من مدينة بنغازي شرق ليبيا أمس إن قوات الأمن أطلقت النار بالرشاشات على متظاهرين مناهضين لنظام الزعيم معمر القذافي وأسقطت العشرات بين قتيل وجريح، ووصفت هذه المصادر ما وقع بأنه "مجزرة حقيقية".
وأضافت المصادر نفسها أن موكبا جنائزيا يضم آلاف الأشخاص قصدوا مقبرة بنغازي، وهي ثانية كبريات المدن الليبية، لدفن قتلى مواجهات اليومين الماضيين، لكن قوات أمن أطلقت عليهم الرصاص الحي من أسلحة رشاشة.
صعوبة الإسعاف
وأكدت المصادر للجزيرة نت أن سيارات الإسعاف وجدت صعوبة في الوصول إلى القتلى والجرحى، وأشارت إلى أن بعض الجرحى يحاولون الزحف للوصول إلى سيارات الإسعاف.
وقال ناشط حقوقي إن أكثر من مائة ألف شخص ما يزالون معتصمين في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، ووصف إطلاق النار على المشيعين بأنه مجزرة.
وأضاف الناشط –الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى بمواجهات الأيام الماضية، والتي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا، هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها.
وأكد المصدر نفسه أن من سماهم "بلطجية" من أصل أفريقي جيء بهم من أوغندا وتشاد ودول أفريقية أخرى لمواجهة المتظاهرين، واستنكر ما سماه الصمت الدولي عن "المجازر التي يرتكبها نظام القذافي ضد الليبيين".
وكشف الناشط الحقوقي أن مدير فرع الجهاز الأمني (وزارة الداخلية) في بنغازي أرسل إلى المتظاهرين يطلب منهم أن يتسلموا إدارة الجهاز، فبعثوا إليه لجنة من ثلاثة أشخاص للتفاوض حول الموضوع.
اتهامات للأمن الليبي بارتكاب مجزرة
وقالت مصادر طبية وشهود عيان من مدينة بنغازي شرق ليبيا للجزيرة نت إن قوات الأمن الليبية قتلت وجرحت السبت مئات الأشخاص بعد أن أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين ينادون بإسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، ووصفت هذه المصادر ما وقع في المدينة بأنه "مجزرة رهيبة".
وأكد مصدر طبي من مستشفى الجلاء للحوادث، وهو أكبر مستشفيات بنغازي، إن المستشفى استقبل بعد عصر السبت 20 قتيلا وأكثر من 100 جريح، 70 منهم على الأقل حالاتهم خطيرة جدا.وأضاف المصدر -الذي طلب عدم كشف اسمه- أن أكثر الحالات تصل إلى المستشفى شبه متوفاة، وأغلبها مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة والصدر.
وأشار المصدر إلى أن المستشفى يستقبل بمعدل حالة واحدة في كل عشر دقائق، وأن الكشف عن المصابين والقتلى بين أن قوات الأمن استخدمت رصاصا ينشطر في الجسم، ونوعا آخر من القذائف المضادة للطيران تعرف محليا باسم "ميم طاء".
وأكد أن ما استقبله مستشفى الجلاء من حالات فاق طاقته الاستيعابية، وأنه مكتظ بالقتلى والجرحى، ويعاني من نقص في الأدوية والدم، وناشد المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى وكذا التبرع بالأغطية والأفرشة للمصابين.
رصاص حي
من جهتها قالت مصادر حقوقية إن قوات الأمن الليبية أطلقت الرصاص الحي من أسلحة رشاشة على موكب جنائزي كان يشيع قتلى مواجهات الخميس والجمعة، فأسفرت هذه العملية عن عشرات القتلى والجرحى.
مصدر آخر من مستشفى مركز بنغازي أكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن العاملين في المستشفى طردوا مديره ونائبه بعد أن ثبت أنهما قدما مساعدات لنقل من سماهم "مرتزقة أفارقة" أحضرهم النظام الليبي لقتل المتظاهرين.
وقال إن المدير ونائبه كان يسهلان نقل هؤلاء "المرتزقة" عبر سيارات إسعاف قبل أن ينكشف أمرهما ويتم طردهما.
وأضاف أن المواطنين يبعثون مساعدات غذائية ودوائية للمصابين في المستشفى، الذي استقبل يوم الجمعة نحو 60 حالة، إضافة إلى عشرات الحالات الأخرى التي وفدت إليه يوم السبت.
وأكد ناشط حقوق فضل عدم ذكر اسمه أن الجثث والجرحى لا يزالون في الشوارع وأن نحو عشر سيارات إسعاف تنقلهم إلى المستشفيات، لكن ظروف عملها صعبة.
وناشد المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية و"كل أحرار العالم" للتدخل من أجل وقف القمع والقتل الذي يتعرض له المتظاهرون، وقال "سنستمر في احتجاجنا إلى أن يسقط هذا النظام، وإذا أراد فليقتلنا جميعا وسنترك له الجدران والبنايات ليحكمها".
وأشار إلى أن شوارع المدينة مليئة بالمتظاهرين الذين يطالبون برحيل القذافي، الذي حكم البلاد منذ أكثر من أربعين عاما، وتوقع أن "تحدث مجزرة أخرى يوم غد في بنغازي".
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن قوات الأمن بعد إطلاق النار على المتظاهرين انسحبت إلى مجمع محصن، وبدأ القناصة يطلقون منه نيرانهم على المحتجين.
بلطجية أفارقة
وكان ناشط حقوقي آخر قد أكد للجزيرة نت أن أكثر من مائة ألف شخص يعتصمون في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، وأضاف أن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى في مواجهات الأيام الماضية، التي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها.
وأكد المصدر نفسه أن من سماهم "بلطجية" من أصل أفريقي جيء بهم من أوغندا وتشاد ودول أفريقية أخرى لمواجهة المتظاهرين، واستنكر ما سماه الصمت الدولي عن "المجازر التي يرتكبها نظام القذافي ضد الليبيين".
وكشف الناشط الحقوقي أن مدير فرع الجهاز الأمني (وزارة الداخلية) في بنغازي أرسل إلى المتظاهرين يطلب منهم أن يتسلموا إدارة الجهاز، فبعثوا إليه لجنة من ثلاثة أشخاص للتفاوض حول الموضوع.
مدينة مصراتة، وهي ثالثة كبريات المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شهدت بدورها احتجاجات ضد نظام القذافي.
وقال الأستاذ الجامعي بهذه المدينة عبد الرحمن السويحلي لقناة الجزيرة إن ثمانية من الشباب المتظاهرين أصيبوا برصاص قوات الأمن، وأضاف "لا أستطيع أن أؤكد أهم قتلى أم جرحى" وتوقع أن تنتشر الاحتجاجات في كل ربوع ليبيا.
واعتبر أن ما يحدث الآن في ليبيا "هو ثورة شعبية عارمة ولن تنتهي إلا بتغيير جذري وحقيقي في البلاد"، مشيرا إلى أن "قطاعات عريضة من الشعب الليبي الرافضة لنظام القذافي تتعرض لإبادة
مناشدات للمساعدة
ومن جهته أكد مصدر طبي من مستشفى الجلاء للحوادث في بنغازي أن المستشفى استقبل خلال ساعة ونصف الساعة فقط 25 جريحا، 18 منهم أدخلوا الطوارئ في حالة حرجة، وتم تسجيل أربع وفيات بينها طفل في الـ15 من عمره لم تعرف هويته بعد.
وأضاف أن المستشفى لم يعد يستوعب عدد المصابين، وأن الكثير من الحالات التي تصل إليه تحول إلى مستشفيات أخرى مثل مستشفى مركز بنغازي ومستشفى الهواري العام ومستشفى 7 أكتوبر.
وقال أيضا إن وسائل وظروف العمل غير مساعدة للطواقم الطبية، مناشدا المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ الجرحى، ومؤكدا أن عددا من الأطباء أصيبوا بانهيارات نفسية ولم يستطيعوا مواصلة عملهم.
مصراته
مدينة مصراتة، وهي ثالث كبريات المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شهدت بدورها احتجاجات ضد نظام القذافي.
وقال الأستاذ الجامعي بهذه المدينة عبد الرحمن السويحلي لقناة الجزيرة إن ثمانية من الشباب المتظاهرين أصيبوا برصاص قوات الأمن، وأضاف "لا أستطيع أن أؤكد هل هم قتلى أم جرحى" وتوقع أن تنتشر الاحتجاجات في كل ربوع ليبيا.
واعتبر أن ما يحدث الآن في ليبيا "هو ثورة شعبية عارمة ولن تنتهي إلا بتغيير جذري وحقيقي في البلاد" مشيرا إلى "قطاعات عريضة من الشعب الليبي الرافضة لنظام القذافي تتعرض لإبادة".
فقدان السيطرة
وكان شهود عيان ومصادر متعددة قالوا في وقت سابق إن السلطات الحكومية فقدت السيطرة على مدينة بنغازي، ومدن أخرى عديدة بشرق البلاد.
ووفقا لمعلومات نقلت عن شهود فإنه تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة. كما أفاد مصدر حقوقي بأن أربعين شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وما سماها "عناصر مرتزقة" يومي الخميس والجمعة.
الاحتجاجات امتدت إلى عدة مدن
ومن ناحيته قال شاهد عيان في تصريح للجزيرة نت من أجدابيا بشرق البلاد إن المدينة سقطت منذ أمس في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص. وأفاد بأن شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى ما سماه "الثورة".
وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن مدينة البيضاء "باتت في يد الشعب" بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.
وذكر شاهد عيان آخر من طبرق أن كتائب الدروع وقاعدة جمال عبد الناصر الجوية بالمدينة انضموا "لمطالب الشعب والتنسيق مع المتظاهرين لمنع دخول قوات القذافي" وذلك بتنسيق مع مدن درنة وشحات والبيضاء.
وقال مصدر صحفي للجزيرة نت إن منطقة الزنتان أحرق فيها كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة.
ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي بشرق ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين.
وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي قد شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة والمرج.
كما شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات واحتجاجات مناهضة للنظام في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
وشهدت مدينة سبها التي ينحدر منها الزعيم الليبي مظاهرات نددت بالقذافي، وفق معلومات أفادتها مصادر لم يتسن التأكد من صحتها، مشيرة إلى أن أفرادا من قبيلة القذاذفة -التي ينتمي إليها القذافي- وأفرادا من الأمن أطلقوا الرصاص على المتظاهرين.
وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي مظاهرات بطرابلس مؤيدة للنظام الليبي بمشاركة العقيد القذافي.
وبموازاة ذلك حذرت اللجان الثورية -وهي أحد أعمدة النظام الليبي- "المغامرين" من رد قاس، وقالت إن "سلطة الشعب" والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها.
وحجبت السلطات اتصالات الإنترنت في ليبيا بحسب "أربور نيتووركس" الشركة المتخصصة بمراقبة حركة الإنترنت، وقالت الشركة التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة إن القطع حدث بشكل فجائي عند حوالي الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي يوم السبت 19-2-2011، ;كما حجبت موقع الجزيرة نت في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك.
وكالات