بين الجانب التنظيري المثال والواقع التربوي والتعليمي فجوة واسعة تزداد اتساعا كلما تجاهل المنظرون الحقيقة المرة التي يمكن تلخيصها بأن الواقع التربوي في عمومه لا ينفع صديقا ولا يضر عدوا وأن البيئة التعليمية وعناصر العمل التربوي لا تختصر على دفتر التحضير وما يحمله من تناقضات في استراتيجيات التدريس وما يوازيها من استراتيجيات التقويم وأدواته .ولا على المعلم المعجزة الذي يحمل العصا السحرية التي تقول بأمر ربها لشيء ما كن فيكون .البيئة الصفية في المدارس النموذجية للتصوير الإعلامي فقط يمكن ترى بها الوسائل الحديثة :من الحاسوب وعارض البيانات وعارض الشفافيات واللوحات القلابة،وألوان والتلفاز والمسجل،وترى فيها قيما ممثلا ،للانتقال من وسيلة إلى أخرى في بيئة حالمة لا يملك معها الطالب إلا أن يحفظ المادة وهو نشيط من عقال.
أيها المختصون الفنيون والإداريون تعلمون أن كفاءة الميدان مشهود لها لا تحتاج إلى تفتيش ، وأن فرض الواقع غير المنطقي لا يزيد الجرح إلا إدماء،ولا القلب إلا حسرة كتب.
د.إسحاق الفرحان في ورقة عمل عن التعليم في الوطن العربي مشكلات وحلول أصل فيها للمشكلات التي تعتري التعليم في الوطن العربي كله وحللها ووضع حلولا مقترحة يغني الإشارة إليها عن تكرارها هنا .
وموجز الحديث أن البيئة الصفية المتواضعة ينبغي أن إلا تمطّ إلى غير حجمها الطبيعي،فيكلف المعلم ما هو فوق طاقته أو منطقه ،حتى يغدو مع هذا الحال بائسا يائسا ،ومتذمرا شاكيا من التعليم وقوانينه وفنون الإدارات وسلطويتها.
البعض يسأل عن دور مراكز التطوير في تحسين العمل التربوي والتعليمي ،سواء من حيث توفير الوسائل اللازمة ،والخطط العامة ،والدراسات والمواد الإغنائية .
في الختام نصيحتي التي يمكن أن تمثل لبنة حقيقية أولى على طريق التغيير والبناء/تخصيص قسم للدراسات الميدانية ،والأنشطة والوسائل ،وتوفير الطاقات اللازمة والمؤهلة ،في كل منطقة ، يمكن اختيارها وفق معايير فنية وعلمية سليمة تعمل عملها في الميدان .والفصيل في ذلك طويل طويل