الأزمة يا سيدي افتعلها النظام الرأسمالي من خلال أكبر مؤسستين هما البنوك والبورصة. وببساطة ودون تعقيد لتيسير الفهم : هذا النظام من خلال مؤسسة الإقراض (الجهاز المصرفي) يخول البنوك أن تقرض الدولار 400مرة ، وللتوضيح إنّ قدرة البنوك على اشتقاق الودائع وصلت في أعتى سفاهة إلى نسبة (1:400) بمعنى أن البنوك تخلق نقودا الكترونية بهذه النسبة ، وهذا ما لم يحدث من قبل في تاريخ الجهاز المصرفي (لقد جئتم شيئا إدّا) . ومنذ ستين سنة حذر الاقتصاديون من دور البنوك في خلق النقود المصرفية وطالبوا باحتياطي إلزامي نسبة مئة%؛ أي تجريد البنوك من دورها في خلق النقود. أعتقد أن سبب الأزمة هي في انفلات البنوك وتمويلها المضاربات في البورصة ، ومن هنا تخلقت مشكلة الرهن العقاري حيث يستطيع كل من لديه عقار أن يحصل على تمويل من البنوك يعادل ثمن عقاره ، حيث لا تهتم البنوك في الغاية من التمويل والكفاءة الاقتصادية للمشروع الممول بل تكتفي بالضمانات ، والضمانات هنا هي رهن العقار ، حتى تكدست الرهون العقارية في البنوك، وفي حال عجز المدين عن السداد (بسبب لعبة القمار في البورصة) فلن يكون سهلا على المصارف تسييل هذه الرهونات....... من هنا تولدت الأزمة