الذباب المنزلي
الذبابة المنزلية التي لا يتعدى طولها 7,5 ملم وأخرى أصغر منها يبلغ طولها حوالى 5 مليميتروالذبابة الأنثى تبيض أكثر من مائة بيضة، تلقي بها وسط روث الحيوانات أوفي النفايات الغذائية المتعفنة. بعد يوم واحد تخرج اليرقات فتتغذى وتنمو في محيطهاهذا، وفي أقل من أسبوعين يكتمل نموها ويتضاعف وزنها ثمانمائة مرة، وبعد أسبوع واحدمن ذلك تأخذ الذبابة شكلها المعروف، فتنطلق لتعيش حياتها القصيرة التي لا تتعدىستين يوما ، وشغلها الشاغل فيها هو الأكل. وجاء في الحديث : "عمر الذباب أربعون يوما. والذباب في النار". وقد اختلف الناس في تفسير معنى "الذباب في النار".
يمكن للذبابة الواحدة أن تخلف، على مدى أربعة أجيال فقط، ما مجموعه1.5مليون ذبابة. لكن لحسن الحظ تموت أغلب اليرقات إما بردا أو جفافا أو تأكلهاالعصافير أو حيوانات أخرى كالعناكب والسحالى والظفاضع. وهكذا يبقى عدد الذباب مناسب بفضل التوازن الطبيعي للحياة. لكن خطر الذباب يبقى كامنا في قدرتها على نقل الميكروبات ونشر الأمراض والأوبئة، بسبب تنقلها المكوكي بين المزابل والبيوت، وبين القاذورات والأكل الذي يتناوله الإنسان. وكذلك بسبب طبيعتها البيولوجية، فهي تتذوق بأرجلها وجسمها مكسو بالشعر، وتسكب إفرازات على المواد الصلبة قبل تناولها لترطيبها،وخاصة أقراص السكر. كما أن في فمها ممص بشكل لبادة تضعه على الطعام لتجعله طريا بواسطة لعابها وبهذه الطريقة تنشر الجراثيم من الطعام الملوث إلى الطعام السليم
قدرات بيولوجيه خارقه
الذباب حباه الله بقدرات بيولوجية خارقة تمكنها من أداء مناوراتها البهلوانية المشهورة بيسر وإتقان يضايق الإنسان. فبإمكانها القيام بمائتي خفقة جناح في الثانية. ولها عينان تغطيان معظم الرأس، تتشكل كل واحدة منهما من أربعة آلاف عدسة مستقلة، كل واحدة منها موجهة نحو نقطة مختلفة بقليل عن الأخرى، وهي في مجموعها مندمجة توصل للدماغ صورة كاملة عن محيطها. وهذا البعد البؤري في الرؤية، إضافة إلى ميزات أخرى، تمنحها ردود فعل أسرع من ردود الإنسان بكثير. فعندما يحاول الإنسان إمساكها تراوغ، بسرعة فائقة ويسر كبير، إلي أحد الجانبين، إلى الخلف أو إلى الأمام، وتحوم حول نفسها في دورات مطولة أو قصيرة، ترتفع فتلتصق بالحائط والسقف، وتهوي ساقطة على ما تريد، دون أن تعير أي اعتبار لقانون الجاذبية
أيات ألاعجاز في ذكر الذباب في القران. إن الله سبحانه ضرب لنا مثلاً أن الذين تعبدون من دون الله لن يخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له ، وإذا سلبهم الذباب شيئاً ، لا يستطيعون أن يسترجعونه منه ، والسؤال لماذا لا يستطيعون استرجاع ما سلب منهم ؟ فقد أثبت العلم الحديث الإعجاز العلمي لهذه الآية، فلو وقف الذباب على غذاء فإنه يبدأ في إفراز مواد هاضمة لمحتويات الغذاء الذى يقف علية فيحول الكربوهيدرات المعقدة الى كربوهيدرات بسيطة والبروتينات الى احماض امينية والدهون الى احماض دهنية وجليسرول تمكنه من امتصاصها أو لعقها فالذباب لا يملك جهاز هضمي معقد لذلك يلجئ إلى الهضم الخارجي وذلك من خلال إفراز تلك العصارات الهاضمة على المادة المواد المغذية ثم تدخل هذه المواد المهضومة إلى الأنبوب الهضمي حتى يتم امتصاصها لتسير في الدورة الدموية إلى خلاياه ويتحول جزء منها إلى طاقة تمكنه من الطيران وجزء آخر إلى خلايا و أنسجة ومكونات عضوية و جزء أخير إلى مخلفات يتخلص منها جسم الذباب، فأين قطعة الغذاء ؟ و ما السبيل إلى استرجاعها ؟ ومن يستطيع أن يجمع الأجزاء التي تبدوا في طاقة طيران الذباب ؟ والأجزاء التي تحولت إلى أنسجة ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا وَقَع الذُبابُ في إناءِ أحَدِكم فَليغمسُه كلَهُ، ثم ليطَرحهُ، فإنَ في أحَدِ جنَاحيهِ الداء، وفي الآخَرِ شفاء". رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، والطبراني، والبيهقي، ولقد ورد هذا الحديث في حوالي خمسين طريق كلها صحيحة ورجالها كلهم ثقات . والأمر بالغمس كقوله (فليغمسه كله) أمر إرشاد لمقابلة الداء بالدواء ثم قوله (ثم ليطرحه) أي ثم ليرميه.فقد أخرج البزار بسند رجال ثقات أن أنس بن مالك رضي الله عنه وقع ذباب في إنائه، فقام بإصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثم قال: باسم الله، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرهم أن يفعلوا ذلك.ورد النص في الذباب فلا يقاس عليه غيره من الحشرات، وخاصة فقد بين سبب ذلك بأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وهذا المعنى لا يوجد في غيره.
بعض الاكتشافات حول الذباب
ومنذ سنة 1922 نشر الدكتور بيريل بعد دراسة مسهبة لأسباب الكوليرا في الهند وأشار الى وجود كائنات دقيقة تغزو الجراثيم وتلتهمها، وتدعى: ملتهمات الجراثيم أو الكتريوفاج- وأثبت بيريل أن البكتريوفاج هو العامل الأساسي في إطفاء جذوة الكلوليرا وأنه موجود فى براز الناجين من المرض المذكور، وأن الذباب ينقله من البراز إلى آبار ماء الشرب فيشربه الأهلون، وتبدأ جذوة المرض بالإنطفاء. كما تأكد عام 1928 حين أطعم الأستاذ بيريل ذباب البيوت جراثيم ممرضة فاختفى أثرها بعد حين، وماتت كلها من جراء وجود ملتهم الجراثيم، شأن الذباب الكبير في مكافحة الأمراض الجرثومية التي قد ينقلها هو بنفسه، وعرف أنه إذا هيئ خلاصة من الذباب في مصل ما ، فإن هذه الخلاصة تحتوي على ملتهمات أربعة أنواع على الأقل من الجراثيم الممرضة.
والجدير بالذكر أن العالم الألماني بريفلد من جامعة هال وجد أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماه أمبوزاموسكي، وهذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة…وقد أيد العلماء المحدثون ما اكتشفه بريفلد وبينوا خصائص هذا الفطر الذي يعيش على بطن الذبابة.- ففي سنة 1945 أعلن أستاذ الفطريات لا نجيرون أن الخلايا التي يعيش فيها هذا الفطر فيها خميرة قوية تذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض.
في سنة 1947 عزل موفيتش مضادات حيوية من مزرعة للفطريات تعيش على جسم الذبابة، ووجدها ذات مفعول قوي على جراثيم غرام السالبة كجراثيم التيفود . وفي نفس السنة تمكن العالمان الإنجليزيان آرنشتين وكوك والعالم السويسري روليوس من عزل مادة سموها جافاسين من الفطر التي يعيش على الذباب، وتبين لهم أن هذه المادة مضادة حيوية تقتل جراثيم مختلفة من جراثيم غرام السالبة والموجبة . وفي سنة 1948 تمكن بريان وكورتيس وهيمنغ وجيفيرس من بريطانيا من عزل مضاد حيوية أخر سميت كلوتيزين من الفطريات نفسها التي تعيش في الذباب، وهي تؤثر في جراثيم غرام السالبة .وفي سنة 1949تمكن العالمان الإنجليزيان كومسي وفارمر والسويسريون جرمان وروث وإثلنجر وبلانتز من عزل (مضادة حيوية) أخرى من فطر ينتمي إلى فصيلة الفطريات التي تعيش في الذباب، سموها أنياتين، ولها أثر شديد في جراثيم كالتيفود والكوليرا وغيرها.
كما أكتشف مجموعة علماء ألمان في الجناح الأيسر للذبابة جراثيم غرام السالبة والموجبة وفي الجناح الآخر البكتريوفاج أي مفترسات الجراثيم وهذه المفترسات للجراثيم الباكتريوفاج أو عامل الشفاء صغيرة الحجم يقدر طولها بــ 20 : 25 ميلي ميكرون فإذا وقعت الذبابة في الطعام أو الشراب وجب أن تغمس فيه كي تخرج تلك الأجسام الضدية فتبيد الجراثيم وهذه المضادات واسعة الطيف وقوية التأثير والآن هناك عدد كبير من مزارع الذباب في ألمانيا حيث يتم استخلاصها حيث يتم تحضير بعض الأدوية التي تستعمل كمضاد للجراثيم و التي أثبتت فعالية كبيرة وهي تباع بأسعار مرتفعة في ألمانيا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الناس الخير .
لقد تصدت نخبة من علماء البحث العلمي في الجامعات العربية والإسلامية لتفسير هذا الحديث، وأجروا بحوثاً معمليه كان من بينها كما جاء في كتاب الإصابة في صحة حديث الذبابة في طبعته الأولي للعالم الجليل الدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر، عندما أجرى مجموعة من باحثي قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة القاهرة منذ عدة أعوام دراسات جاءت نتائجها في ثلاثة تقارير انتهت نتائج التقارير المعمليه الثلاثة إلى أن نتائج عملية الغمس للذباب في الماء أو الحليب ، أدت الى وجود عامل مثبط لنمو الميكروبات والجراثيم الموجودة على الذباب ، والتي تسقط في الماء أو الطعام عند سقوط الذباب فيه ، ومن ثم الحد من نمو الجراثيم و تقليل عددها أيضا. أن عملية الغمس تقلل من تأثير الجراثيم ، التي يحملها الذباب وتسقط في الماء أو الطعام عند سقوط الذباب فيه . كما أشارت التقارير الى أن تأثير عملية الغمس هي على الجراثيم المرضية ، أكثر مما هي على الجراثيم الكلية التي لا تحمل الأمراض وهذا ما يؤكده الحديث الشريف ( داء ، شفاء).كما أن فعالية الغمس ، أظهرت فعالية القضاء على الجراثيم عند درجات مشابهة لدم الإنسان وجسمه بخلاف ما لو أجريت في وسط متعادل. أن النتائج أثبتت بشكل واضح ، أن الذباب إذا سقط ثم طار، فإن الجراثيم التي تسقط منه في الطعام أو الشراب، تزداد أعدادها، بينما في حالة غمس الذبابة ثم رفعها ، فإن الجراثيم التي تسقط لا تبقى إعدادها كما هي ، بل تبدأ في التناقص، ويحد ذلك من نموها أيضاً. أن هذه التجارب ، أثبتت صحة الحديث أيضاً من الناحية العلمية التجريبية ، وإن كنا ننتظر ما هو أكثر من ذلك . إن الأمر المتوقع والمنطقي ، أن غمس الذبابة ، سيزيد من عدد الميكروبات و الجراثيم التي تسقط منه في الماء أو الطعام ، وذلك لأنها تعطي فرصة أكبر لانفصال الجراثيم و الميكروبات عن سطحه ، بخلاف وقوفه على الطعام أو الشراب ، ذلك لأن ما يمس منه إنما هي أطرافه وخرطومه وأطراف أجنحته ، بينما في الغمس يسقط كله . هذا لو كان الأمر عادياً ومتوقعا. بينما نتائج التجارب جاءت عكس ذلك تماماً .. وهذا هو المذهل في الأمر ، نتيجة لتجارب كثيرة ومتعددة، في مدة تزيد على العامين في كل من جدة والقاهرة في معامل الجامعات وعلى يد أساتذة مختصين ، هدفهم الناحية العلمية . وإن كانوا قد فرحوا بالنتائج التي توصلوا إليها. أن هذه التجارب أثبتت أعجازاً علمياً، في السنة يضاف إلى المعجزات العلمية الأخرى التي تدلل على معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة ، التي أوحى بها الله عز وجل ، قبل أن تتقدم العلوم بالصورة التي نراها ونعيشها الآن.فمن أخبر محمداً بهذه العلوم، إنه رب العالمين .
أن الأمر في الحديث إنما هو أمر إرشاد لا أمر وجوب فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر من وقعت ذبابة في طعامه أو شرابه أن يستمر في الطعام والشراب ، وإنما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن يأكل من هذا الطعام أو الشراب الذي وقعت فيه الذبابة أن يغمسها فيه ، وأما من لا يريد الأكل أو الشرب بأن تعاف نفسه منظر الذباب إذا وقع في الطعام أو الشراب فلا يلزمه الاستمرار، ولا يكون بذلك مخالفاً لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم .
هذا الموضوع منقول ويقصد به الفائدة من المعرفة