اعتبر المربون المسلمون المعلم بمثابة الوالد للمتعلم0
يقول أبو حامد الغزالي : على المعلم أن يجري المتعلمين مجرى بنيه ،
ماذا يقصد أبو حامد الغزالي بقوله ؟
ـ يقصد إنقاذ المتعلمين من نار الآخرة ، وهو أهم من إنقاذ الوالدين ولدهما من نار الدنيا ، لذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين ، فان الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية
المعلم محور الرسالة التربوية والركيزة الأهم في نجاحها ، فمهما كان الكتاب المدرسي جيد العبارة ، رفيع الأسلوب وافي الفكرة ، فإنه لن يحقق الهدف المنشود إلا إذا درّسه مُعلم يتمتع بالكفاءة والقدرة والوعي والإخلاص والتقوى
ما مفهوم المعلم ؟؟
قائد تربوي يتصدر لعملية توصيل خبرات ومعلومات تربوية وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم 0
المعلم قائد تربوي ميداني يخوض معركة ضد أطراف . ما هي ؟
** الجهل والتخلف والتشرد والانحلال .
ما سلاح المعلم في هذه المعركة ؟
** الإيمان بالله تعالى ، ونور العلم الذي يتحلى به .
المعلم يحقق الانتصار تلو الانتصار في الصباح وفي المساء ، وبذلك فهو يسعد الناس من حوله حتى وَصَفوه بالشمعة التي تحترق لتضيء الطريق أمام الآخرين، ولا شك أن هذا التشبيه له دلالته الهامة على مكانة المعــــلم ، ولكنني أشبه المعلم بالشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين
ما دور المعلم في العملية التربوية ؟
** بناء الإنسان وقيام الحضارة ولا يتجاهل ذلك أحد ، بل إن نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة
ـ لما انتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية قال: ألماني : لقد انتصر معلم المدرسة الألمانية ،
ـ لما انهزمت فرنسا في الحرب الثانية قال فرنسي : إن التربية الفرنسية متخلفة
ـ قال قائد الأمريكان لما غزا الروس الفضاء : ماذا دها نظامنا التعليمي
إذن فالمعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي يكون سبباً في الهزيمة0
يقول أحد الباحثين : يترك المعلمون آثاراً واضحة على المجتمع كله وليس على أفراد منه فحسب
ـ الحال مع الأطباء مثلاً ، فالمعلم في الفصل يدرس لعشرات الطلاب بل لمئات ، والطبيب عندما يعالج مريضاً
إنما يعالج الجزء المعتل في بدنه0 وهو لا يؤثر على المريض ذلك التأثير الذي يتركه المعلم على عقول طلبته
وعلى شخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة ، وأحياناً على مسارات حياتهم ما بقي فيهم عرق ينبض
** بناءً على ما تقدم نجد أن علماء التربية عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم فوجدوها كالتالي :
صفات المعلم النفسية ،
خصائصه المعرفية ،
سلوكه وأثره على المتعلمين
كيفية تعامله مع الطلاب
أساليب التدريس السليمة 0000 الخ0
وقد تحدث (ايرل بولياس ، جيمس يونغ) في كتابهما عن المعلم والذي كان عنوانه :-
A Teacher is Many Things))عن مقومات وخصائص يتصف بها المعلم زادت عن (20) صفة أهمها
المعلم مرشد فهو مرشد في رحلة المعرفة ، يعتمد على تجاربه وخبرته لأنه يعرف الطريق والمسافرين ويهتم اهتماماً بالغاً بتعليمهم 0
المعلم مربًّ :- يعلم وفقاً للمفهوم القديم للتعليم فهو يساعد الطالب على التعلم 0
المعلم مجدد وهو جسر بين الأجيال0
المعلم قدوة ومثلٌ ، في المواقف ، في الكلام ، في العادات ، اللباس .
المعلم باحث يطلب المزيد من المعرفة0
المعلم ناصح أمين وصديق حميم ومبدع وحافز على الابداع0
المعلم خبير وإنسان يعرف ، ويعرف أنه يعرف ان عليه ان يكون واسع المعرفة 0
المعلم رجل متنقل ، قصّاص ، ممثل، مناظر ، باني مجتمع .
المعلم يواجه الحقيقة ، طالب علم ومعرفة ، مقوّم ، مخلص ، المعلم إنسان .
** بناء على ما ذكرنا من صفات . نستطيع أن نحدد الدور الذي يقوم به المعلم تجاه الطالب ويكمن ذلك في أمور .
-المعلم يجب أن يكون بمثابة الموجه الحازم للطالب
- المرشد الهادي الذي يوجهه إلى ما فيه الإنتاج والخلق والسلوك الاجتماعي الصحيح
- الأخ الأكبر الذي يهئ لإخوانه الجو المناسب الذي يميلون إليه -
- يظهر أمامهم على طبيعته من غير تكلف أو كبرياء
- أن يكون معيناً لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والتغلب على الصعاب
لو حقق المعلم هذه النتائج فماذا يكسب ؟
يستطيع أن يكسب ثقة طلابه وحبهم له، ويستطيع أن يؤثر في نفوسهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم وخير الإنسانية فكم من معلم محبوب أثر في طلابه أكبر الأثر فجعلهم يشغفون بأقل الأشياء جاذبية وأكثرها جفافا .