أطلقت الحاجة (أم سعد) زغاريدها وهي تغني الميجانا التي اعتدن عليها الفلسطينيات قبل اللجوء لتلفت نظري مع الآخرين الذين كانوا يمرون في شارع المخفر بمخيم الوحدات ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بعد مخيمي البقعة وحطين ألذي تطلق عليه وكالة الغوث (مخيم ماركا). كان المنظر مدهشا لعدم وجود ما يدل على حفل أو عرس فكل ما في الأمر أنها كانت تحمل كيس خبز وتقف أمام فرن. فنظرت إلينا وقالت :أبلغوا أهاليكم بأن فرج الله آت,فقد ظهر الحق وزهق الباطل يا أولادي فمنذ لجوئنا من قرية العباسية وهي أكبر قرى يافا عام 1948 ولليوم لم أسمع خبرا سر بالي كالذي س!
معته على شاشة التلفاز في الفرن. والخبر هو ما جاء على لسان السيد يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء المصري من أن عدم اهتمام النظام المصري المخلوع بإحداث أي تنمية في سيناء كان مقصودا بهدف إبقائها خاوية للحظة المناسبة لتهجير فلسطينيين آخرين ممن تبقوا في أرضهم. فكان كشف الحقيقة المرة مفرحا ومبهجا لهذه المسنة اللاجئة التي تنتظر العودة منذ تهجيرها قسريا كباقي اللاجئين .
ألقرى والبلدات والمدن الفلسطينية تمتاز بالمقامات(مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين) وهو موضوع البحث الذي قدمته المهندسة المعمارية الفلسطينية نبيلة جميل سالم خطاب في كلية الهندسة بجامعة كاسل الألمانية .وهي من مواليد مخيم الوحدات الذي تم إنشائه عام 1950 على مساحة 488000متر مربع أي أقل من نصف الكيلو مربع ليضم آنئذ 1400 مسكنا وتمت إضافة 1260 وحدة سكنية ( مساحة الوحدة الواحدة 100متر مربع بعد سبعة أعوام على إنشائه. ورغم تحول المخيم ليصبح مركزا تجاريا هاما إلا أن الفلسطيني متمدن بطبعه ولأن التجارة لا تلهي عن ذكر الله فهي بالضرورة لا تلهي اللاجيء عن وطنه ولا تنسيه حق العودة المقدس بالنسبة إليه .
لا يرغب الزعماء العرب بالتطرق لموضوع العودة بل كانوا يعملون مسبقا لتهجيرات يستعد الكيان الصهيوني لتطبيقها متى سنحت الفرصة إليه كحال نظام مبارك المخلوع. ولأنهم أي زعماء البلدان القطرية التي قسمها الإستعمار يعلمون تماما موقف إسرائيل من العودة فقد آثروا الصمت وتركوا الأمر الذي لا يعنيهم فهمهم هو التمسك بالسلطة الزائفة لعروشهم الخائفة.
ألشارع الإسرائيلي يمشي باتجاه التطرف دون ضغط خارجي لتبديل مواقف الصهاينة المغتصبين للحق العربي والشارع العربي يغلي يريد نصرة اللاجئين وإحقاق عودتهم المنشودة. والأنظمة العربية المستنسخة ببلطجيتها أو شبيحتها ما كان همها سوى الحفاظ على ديمومتها وجني الأموال ولو بتجارة المخدرات وفتح الأندية الليلية واستباحة بيوت الله بالكلاب النجسة للإعتداء على المصلين أو إرسال زمراتهم العفنة لشتم الذات الإلهية في مواجهة مطالبن بالإصلاح من أبناء جلدتهم وشتم الذات الإلهية أهون من شتم مسؤول. ولكن الفرج قد حان وإن أبى الفاسدون والطغاة.
أللاجئون الفلسطينيون ينظرون باهتمام كل الثورات الشعبية العربية لأنها محطة جديدة في نضالهم المشروع لاسترداد وطنهم السليب .واللاجئون يقدرون كل الدماء العربية الزكية الطاهرة التي روت أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها .
والمثقفون العرب أرخوا الكثير لفلسطين وكفاح شعبها وعليهم وقد كانوا يثورون الشعوب أن ينوروهم فكشف المؤامرات التي كانت تحاك ضدنا هي أول طريق بناء الحضارة العربية القادمة بإزالة الكيان الصهيوني وعودة سبتة ومليلة.
بقلم ماجد العطي