كثيرة هي المشاهد والمسموعات التي تتكرر في عجلة الحياة ودولابها ،فتفرض على البعض أو الأغلب نوعا من التأمل والتدبر في سنن هذه الأشياء وانحرافاتها .وقد رأيت أن أقف على بعض التأملات التي أنشغل بها بين حين وآخر ألخصها على النحو الآتي
بين المشافهة والمكاتبة -
ترتبط المشافهة بالخطاب الشفوي غير المضبوط في كثير من المواضع ،خصوصا في النقاشات الشخصية أو الفكرية .وأقول غير المضبوط لأن الخطاب والحوار له أصوله وضوابطه ،قلما يلتزم بها أهل الحوار ،حتى يصل الحوار إلى مبتغاه ،وهو توضيح الفكرة موضوع الحوار وبيان صوابها أو غير ذلك بصورة هادئة تقنع السامع .أما المكاتبة فمن أهم ميزاتها أنها تعتمد على حسن الاختيار والانتقاء للفظ والمعنى،وعدم القطع ،للفكرة حتى تصل إلى نهايتها .كما أنها ثابتة اللفظ والمعنى عند محاكمتها ،على غير ما تجده في المشافهة التي تقبل المراوغة والتغيير .من هنا نكتشف الحكمة في قول الله جل وعلا :" ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا ". في موضوع الدين .وغيرها من المسائل الشرعية التي تقوم على العقد بين الأطراف المختلفة .
تنوع الأفهام -
للتفكير أنواع كثيرة تشبه ألوان الطيف ،وعلى ذلك تتنوع أفهام البشر ،وخير مثال على ذلك ،اختلاف الأحكام الفقهية ،والفتاوى التي تنطلق من المصادر نفسها في بعض الأحيان .ومثل اختلاف التفاسير لأسباب كثيرة.وغير ذلك من الأمثلة .
لكنني هنا أقصد فهم الناس العاديين لمشهد واحد من المشاهد الواقعية كحادث السير مثلا .من الطبيعي أن يختلف الناس في تحليل الحادث وأسبابه في تفصيلات كثيرة لكن السباب العامة قد يصل إليها الناس بالصورة التي يلخصها تقرير رجل السير .والإغراق في التحليل يوصل إلى طريق أخرى لا تخدم الغاية التي يرجى الوصول إليها وهي معالجة أسباب الحادث.بمعنى الوصول إلى الثمرة ،لا مقاتلة الناطور .
وإذا كان اختلاف الفهم له أسبابه ومذاهبه فإنه يمكن يحقق أقل الأضرار من خلال مجموعة عوامل منها : ثقافة قويمة ، وحسن ظن ،ورجاء الحل والإصلاح .
بين الطبع والتطبع -
لكل إنسان صفات أصيلة فطرية ،وصفات مكتسبة ،ويمكن لكل منهما أن يتغيرا للأحسن أو يتغيرا للأسوأ .ولذلك أسبابه ووسائله
وغاياته
للحديث بقية بإذن الله ،إن كان في العمر بقية