أوعز العاهل الأدرني عبدالله الثاني، خلال زيارته أمس الأربعاء، إلى مخيم الوحدات ولقائه عدداً من ممثليه، بتنفيذ مطالب واحتياجات سكانه وتحسين الخدمات المقدمة في المخيم الذي يقطنه نحو 55 ألف لاجئ.
وخرج الآلاف من أبناء المخيم إلى الشوارع والساحات لاستقبال العاهل الأردني الذي جال على قدميه في شوارع المخيم، حيث اصطفوا للترحيب به الذي عبر عن سعادته بهذه الزيارة، وقال جلالته «أنا سعيد جداً أن أكون هنا اليوم بين إخواني وأهلي».
ويحرص الأردن على تحسين الخدمات المقدمة للاجئين والنازحين الفلسطينيين في 13 مخيماً في المملكة يقطنها نحو مليوني لاجئ ونازح بالتعاون مع وكالة الـ(أونروا) التي تتولى الإشراف على تلك المخيمات جنباً إلى جنب، مع جهد سياسي ثابت يؤكد حقهم في العودة والتعويض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس..
ودعا خلال اللقاء الذي تناول جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والوطنية التي تهم الوطن إلى تشكيل لجنة من المخيم لتحديد الأولويات وعرضها على الحكومة والديوان الملكي الهاشمي للعمل على تنفيذها.
وأكد العاهل الأردني أن الحكومة تعمل على إعادة الحقوق للمواطنين الذين لحق بهم ظلم جراء تطبيق قرار وتعليمات فك الارتباط، وقال «لا نقبل بأن يتعرض مواطن لأي ظلم».
وشدد على أن الوحدة الوطنية هي من ثوابت الدولة الراسخة والمتينة، داعياً «الجميع إلى التنبه والتصدي لمن يحاولون الإساءة لهذه الوحدة المقدسة».
بدوره، أكد رئيس الوزراء أن موقف الأردن ثابت بالوقوف في خندق واحد مع اللاجئين في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتأكيد والدفاع عن حق العودة والتعويض، وان الأردن عملياً معني بالاعتراف بهذا الحق، ويدعم السلطة الوطنية الفلسطينية بصفتها المعنية بالتفاوض لاستعادة الحقوق الفلسطينية بما فيها حق العودة والتعويض.
وفيما يتعلق بالعاملين في الـ(أونروا) قال أن الموقف الأردني واضح على الصعيدين السياسي والمالي مشيراً إلى الجهود التي يبذلها الأردن دبلوماسياً لإبقاء هذه المؤسسة الدولية..
وقال «نعلم أن هناك جهات دولية تريد وتحاول أن تنهي وجود الـ(أونروا) بصفتها رمزاً من رموز القضية الفلسطينية».
وأشار إلى أن الأردن يستضيف 41 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في ساحات الشتات الخمس، وينفق أكثر من الـ(أونروا) لتحسين واقع المخيمات وتقديم الخدمات لأبنائها.
وفيما يتعلق بالوحدة الوطنية أكد البخيت أن العلاقة بين أبناء الشعب الواحد هي علاقة أزلية ومتينة في ظل القيادة الهاشمية التي هي مظلة لجميع الأردنيين.
وأكد أن الحكومة ستعمل على تنفيذ توجيهات العاهل الأردني لتلبية احتياجات ومطالب المخيم المتعلقة بتحسين واقع الخدمات المقدمة، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال فريق من إدارتي هندسة المرور والسير المركزية لتحسين واقع الشوارع والطرق داخل المخيم.
وفيما يتعلق بطلب أبناء المخيم بفتح شارع يربط شارع اليرموك مع شارع مادبا عبر المخيم والسماح بالتوسع العمودي للأبنية في ضوء الكثافة السكانية داخل المخيم، أوضح البخيت أن إنشاء مثل هذا الشارع يتطلب استملاكات باهظة، لكن الحكومة ستعمل على دراسة هذه الطلب.
وحول تطبيق قرار وتعليمات فك الارتباط، بين البخيت إن العاهل الأردني وجه الحكومة منذ اليوم الأول لدراسة هذا الموضوع وتحقيق العدالة فيه، مشدداً على أن «البلد بقيادته الهاشمية لا يقبل أن يظلم فيه أحد».
ودعا الأهالي الذين تعرضوا للظلم إلى أن يتقدموا بذلك للحكومة، وقال البخيت «سأنظر شخصياً بذلك».
وخلال اللقاء أكد ممثلون عن أبناء مخيم الوحدات ونواب أهمية الدور الطليعي الذي يقوم به الأردن بقيادة العاهل الأدرني عبدالله الثاني، في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض، وحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس. وثمنوا خلال اللقاء الدور الذي يقوم به العاهل الأردني عبدالله الثاني للمحافظة على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، التي تنص عليها المواثيق الدولية وكذلك مكارم العاهل الأدرني من أجل توفير حياة أفضل لأبناء المخيمات في مختلف المجالات.
وأشاروا إلى أن مكارم العاهل الأدرني، لم تقتصر على أبناء المخيمات في الأردن، وإنما شملت الأشقاء في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، والتي شكلت إحدى الركائز الأساسية لصمود الأشقاء الفلسطينيين، على أرضهم.
وأكدوا بأن الهاشميين من آل البيت الكرام «ضمانة الوحدة».
مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية وجيه عزايزة قدم باسم الفعاليات الرسمية والشعبية الشكر للعاهل الأردني على دعمه ورعايته لأوضاع المخيمات وعلى المواقف السياسية التي يتبناها الأردن حيال القضية الفلسطينية في مختلف عناوينها سواء ما تعلق بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ودعم حقوق اللاجئين في العودة والتعويض ورعاية المقدسات.
وقال إن الأردن يعمل بخطين متوازيين على تقديم الدعم السياسي لكافة مفاصل القضية الفلسطينية ويسهم بإسهاب في خدمة اللاجئين المقيمين ورعايتهم على أراضيه حيث بقي الأردن ورغم كل الصعوبات التي يواجهها يقدم الخدمات والدعم للمخيمات الفلسطينية.
وأضاف عزايزة أن العاهل الأردني يمثل كافة العناوين المطروحة على الساحة المحلية سواء ما تعلق منها بالانتماء أو الوحدة الوطنية أو الإصلاح.
وقدم رئيس لجنة تحسين خدمات مخيم الوحدات محمد يعقوب الشكر والتقدير باسم أبناء المخيم إلى العاهل الأردني على مكارمه لتحسين واقع المخيمات في الأردن واهتمام جلالته بتحسين أوضاع أبناء المخيمات في مختلف.
وقال إن مكارم العاهل الأردني شملت مجالات الصحة والتعليم والثقافة والبنية التحتية.
كما أكد أهمية دوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية وموقفه الداعم لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وكذلك لحقوق اللاجئين في العودة والتعويض.
وحول مطالب أبناء المخيم، أشار إلى ضرورة فتح شارع الكيالي والسماح لسكان المخيم بالبناء فوق مساكنهم حتى الطابق الرابع، بدلاً من الثاني فقط، لاستيعاب متطلبات النمو السكاني.
كما طالب بتنظيم عمل البسطات من خلال إيجاد سوق شعبي، وكذلك تعديل الأنظمة بما يسمح بترخيص (1800) محل تجاري تعمل منذ فترة طويلة بدون ترخيص، كما طالب بإعادة لجنة السلامة العامة للعمل بشكل دائم. وجدد عضو لجنة الحوار الوطني فهد البياري التأكيد على ضرورة تنفيذ رؤى العاهل الأردني، المبادر إلى توجيه الحكومات نحو الاصلاح، مشيراً إلى أن العاهل الأردني أكد بأنه لا فرق بين الإصلاح والولاء.
من جهته، قال النائب يحيى السعود أن أبناء مخيم الوحدات يجسدون الوحدة الوطنية والولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية.
وأكد ضرورة دعم القوات المسلحة الأردنية والمؤسسات الأمنية، التي تعتبر الدرع الواقي للوطن، مشيراً إلى ضرورة إيصال الخدمات وتحسينها في المخيم خصوصاً فيما يتعلق بالكهرباء.
وأكد على دور العاهل الأردني عبدالله الثاني في الحفاظ والدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض.
ونوه إلى ضرورة تسريع عجلة النشاط الاقتصادي، بما ينعكس إيجاباً على حياة الأهالي في مختلف أنحاء المملكة.
ولفت إلى دور العاهل الأردني عبدالله الثاني في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مستذكراً الخطاب الذي ألقاه أمام الكونجرس ومجلس الشيوخ في جلسة مشتركة قبل عدة سنوات، والذي لقي أصداء واسعة وإعادة الأولوية للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
وأكد سعيد زايد، أهمية الدور الأردني بقيادة العاهل الأدرني في دعم القضية الفلسطينية، ومواقف الأردن القومية تجاه قضايا أمته.
وعلى صعيد المطالب، دعا إلى إيجاد مشاريع إنتاجية للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، واستحداث خطوط نقل في بعض المناطق.
من جانبه، ثمن عزت حمزة المكارم الملكية، التي كان لها الأثر في تحسين واقع المخيمات، إلى جانب المكارم الملكية لنادي الوحدات، مشيراً إلى ضرورة دعم النادي لاستكمال بناء مقره في منطقة غمدان.
في حين أشارت رحاب الحموري إلى مطالب تتعلق بناد للأطفال المعاقين منها توفير حافلة نقل وتوفير مصعد وتوفير أرض لإقامة مقر للمركز.
من جانبه، ثمن إبراهيم الأخرس نقيب العاملين في وكالة الغوث، دور العاهل الأردني في دعم اللاجئين الفلسطينيين، حيث يقدم الأردن دعماً أكبر مما تقدمه الوكالة.
وأكد ضرورة دعم العاهل الأردني للوكالة، التي تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً في ظل تراجع حجم المستحقات التي تدفع من الدول المانحة، مناشداً العاهل الأدرني أن يعرض على الكونجرس الأميركي في زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة معاناة الوكالة وأهميتها لدعم اللاجئين.
وعن التجار في المخيم، تحدث كمال نصار عن ابرز مطالبهم من حيث تخفيف ضريبة المبيعات عن التجار واقتصارها على المستوردين.
فيما أشاد أمين سر لجنة الزكاة في المخيم، بالدعم الذي تتلقاه اللجنة، التي أصبحت تقدم دعما لـ(800) أسرة من بينها (630) طفلاً وأرملة، داعياً إلى توفير ارض لإقامة مبنى للجنة. في حين دعا خليل مزهر إلى تسهيل إجراءات أبناء غزة.
كما دعا إلى ضرورة إعادة النظر بقرار وقف المعونة الوطنية لبعض العائلات، بسبب تقاضيها مساعدات من لجان زكاة. كما تحدث خلال اللقاء رئيس منتدى الوحدات الثقافي عزمي صافي ورئيس جمعية الوحدات الخيرية.
الدستور